أكد خبراء في الاقتصاد والسياسة في ندوة حول “الحرب الروسية الأوكرانية وأثرها على الاقتصاد العالمي” أن تداعيات هذه الحرب أثرت على النظام العالمي القديم، وحولت المسار الجيوسياسي الاقتصادي العالمي الى تحالفات جديدة يتحكم فيها القطاع الخاص العالمي الى جانب بروز تكتل “البريكس” الذي بدأ في تغيير قواعد اللعبة الاقتصادية. وأبرز المتحدون في الندوة التي نظمها أمس المركز القطري للصحافة بالتعاون مع إدارة التطوير الإعلامي بالمؤسسة القطرية للإعلام مخاطر هذه الحرب على سوق الطاقة و سلاسل التوريد وارتفاع المديونية و التضخم مما يطرح عدد من التحديات منها ضرروة عمل دول المنطقة على ضمان الأمن الغذائي و حماية السوق المحلية من الارتفاع الكبير من الصدمات الاقتصادية العالمية خاصة وأن الحرب الروسية كلفت العالم أكثر من تريليون دولار وأحدثت تحولات غير مسبوقة في المشهد العالمي حيث تحولت من حرب عسكرية الى حرب اقتصادية سياسية سلاحها النفط والقمح.

تداعيات الحرب

وأوضح الدكتور عبد الله الخاطر، الخبير الإقتصادي، أن هناك تبعات إقتصادية للحرب الروسية الاوكرانية من أهمها أزمة الطاقة و تاثر سلاسل التوريد العالمي بالأضافة إلى التضخم وارتفاع الأسعار ورفع أسعار الفائدة في الأسواق العالمية التي تسببت في صدمات متعددة للسوق العالمية وأثرت سلبا على الاقتصاد الدولي بشكل واضح. وشرح د. الخاطر أن إرتفاع اسعار الطاقة بشكل كبير وخاصة في اوروبا كان له اثار كارثية على الاقتصد الأوروبي.”

وبين د. الخاطر أن الحرب الروسية الأوكرانية طرحت عدد من التقاطعات السياسة والاقتصادية مما أدت الى مجموعة من التحولات على النظام العالمي الذي ينتقل من نظام قديم الى اخر جديد، بقيادة بريكس يطرح مفاهيم اقتصادية مختلفة خاصة فيما يتعلق بالثقة و الإستقرار المالي في البورصة والأسواق العالمية وقال إن  “درجة الثقة في السوق العالمية بدأت تتراجع فيما يخص المفاهيم الاقتصادية خاصة وأن الولايات المتحدة بدأت تتخذ خطوات حماية كلما طرأت أحداث على مستوى العالم مما طرح شبح سحب الأموال بطريقة سريعة مما يحدث انهيار مدوي في الأنظمة العالمية”، مبرزا خطر الخروج عن المفاهيم والقوانين الاقتصادية المتفق عليها مما سيساعد على تحول عدد من الدول الى مجموعة بريكس لان عناصر النظام القديم تتأكل بعد تراجع الثقة.

من جهته تحدث د. سلطان بركات خبير إستراتيجي عن خطاب شعبوي فيما يخص على الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت حسب تعبيره مصطنعة لان الصراع هذا موجود 2010 ولكن قدوم زلينسكي ساهم في توقيع وتنفيذ عدد من الاتفاقيات، مشيرا إلى أن الاوربيين تعاملو ا بشكل خاطئ مع الأزمة الروسية الأوكرانية لأنهم عالجوها كتلة وكان من الأسلم تحييد بعض البلدان خاصة ألمانيا، وذلك يعود الى عدد من الأسباب التاريخية و السياسية. كما أوضح د. بركات ان الحرب الروسية الأوكرانية ضاعفت المشاكل التي يمر بها العالم من جراء تداعيات كورونا وتأثيرها المباشر على الانتاج والغذاء مما ضاعف التهديدات ورفع الأسعار بشكل كبير في انحاء العالم وطبعا ليس هناك تساوي في هذا التأثير وكان أكثر وضوحا في الدول التي كانت تعتمد أساسا على روسيا وأوكروانيا في توفير المواد الاولية، موضحا كذلك خطورة ارتفاع المديونية لدى عدد من الدول على غرار مديونية الولايات المتحدة التي بلغت 38 تريليون دولار مما يوضح ان النظام المالي العالمي أصبح يتغير بشكل سريع ويتحكم فيه أساسا القطاع الخاص العالمي مما يطرح على بلدان المنطقة ضرروة التعامل مع القطاع الخاص العالمي والتركيز على سياقته واتجاهاته التي ستكون مؤثرة على المشهد العالمي.

بدروه تطرق د. محمد الشرقاوي إلى ان الحرب الحقيقة هي حرب الاقتصادي السياسي خاصة بعد ظهور التخالف السياسي بين روسيا والصين لضرب الولايات المتحدة الامريكية ويمكن توسيع الدائرة ايضا الى ايران والى بعض الدول التي اصبحت الان تدير ظهرها نسبيا عن الولايات المتحدة وتعمل على عقد تحالفات أخرى خارجة عن الاخرى التقليدية خاصة في ظل ضهور تحالف البريكس الذي سيشكل نظام جديد اقتصادي. ورأى أن ما يدير الحرب في اوكرانيا ليس القوى العسكرية بل هي معركة اقتصادية سياسية لذلك من الصعب تحديد وقتها و هي حرب معسكرات اقتصادية فيها حرب مالية و استثماريةو سلاحها الحبوب و النفط.

الى ذلك، قام المركز القطري للصحافة بتكريم صحيفة الشرق وعدد من المؤسسات الاعلامية المحلية على مساهمتهم في دعم أعمال المركز وتعاونهم المستمر من أجل إثراء المشهد الإعلامي القطري.

المصدر: التقرير الأوروبي

شاركها.
Exit mobile version