تضاءل بريق كأس الاتحاد الإنجليزي بشكل مطرد خلال مسيرة الدوري الممتاز لكن أقدم مسابقة خروج المغلوب في العالم فرضت سحرها خلال عطلة الأسبوع الماضي. وكانت 3 من 4 مباريات في دور الثمانية لكأس الاتحاد مباريات قمة شهدت تسجيل 18 هدفاً مجتمعة. ونجح كوفنتري سيتي المنتمي لدوري الدرجة الثالثة في الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع 3-2 على مضيفه وولفرهامبتون، ليضمن وجود فريق واحد من خارج دوري الأضواء.

وأحرز تشيلسي أيضاً هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع ليفوز على ضيفه ليستر سيتي 4 – 2، بينما سجل مانشستر يونايتد هدفاً في الوقت الإضافي ليفوز 4 – 3 على ليفربول في أولد ترافورد في واحدة من أفضل المواجهات في السنوات الأخيرة. وبدا الأمر كله وكأنه عودة إلى الأيام الخوالي، وقد يستمر لفترة طويلة. وفي مسابقة الدوري يبدو أن أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، لا يهتم بهوس احتلال المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويصر على أن تحقيق ذلك لا يبقيه مستيقظاً في الليل. وأتيحت لفريقه الفرصة للانتقال للمركز الرابع يوم السبت الماضي لكنه استسلم لهزيمة 3 – صفر أمام فولهام. ونجح برنتفورد في تجنب ما يسمى «متلازمة الموسم الثاني» الموسم الماضي، عندما بدا أنه يعزز مكانه في دوري الأضواء باحتلاله المركز التاسع. ولكن بدلاً من المضي قدماً وتحسين مركزه، فإن فريق المدرب توماس فرانك تراجع وبات في أسوأ مستوى مقارنة بأي فريق، إذ حصد أربع نقاط من آخر 27 نقطة متاحة، وستدق الهزيمة خارج ملعبه أمام بيرنلي المتعثر أجراس الإنذار لدى برنتفورد الذي يبدو أنه يتجه نحو منطقة الهبوط… «الغارديان» تستعرض هنا نقاطاً جديرة بالدراسة بكأس إنجلترا ومسابقة الدوري:

محمد صلاح يهز شباك مانشستر يونايتد بهدف ليفربول الثاني (أ.ف.ب)

تن هاغ يعيد تشغيل محرك مانشستر يونايتد

قال المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، للاعبيه: «نحن بحاجة إلى إنقاذ موسمنا». وقد استجاب اللاعبون لذلك بطريقة ما، عن طريق إحراز هدفين من توقيع أنتوني وأماد ديالو. وفي ذلك التوقيت من المباراة، كان عدد الأجنحة التي يعتمد عليها مانشستر يونايتد (أنتوني وديالو، بالإضافة إلى أليخاندرو غارناتشو وماركوس راشفورد) ضعف عدد المدافعين (فقط هاري ماغواير وديوغو دالوت). وبعد اللعب بتكتل دفاعي كبير في مواجهة بطولة الدوري على ملعب «آنفيلد»، أعاد تن هاغ تشغيل محرك مانشستر يونايتد، وقاد فريقه لتقديم أداء يتسم بالسرعة الشديدة. وسجل أنتوني هدفه الأول هذا الموسم ضد أي فريق آخر غير نيوبورت كاونتي! كما سجل ديالو هدفه الأول لمانشستر يونايتد منذ الهدف الذي سجله بضربة رأس رائعة في مرمى ميلان، وهو ما حدث منذ فترة طويلة للغاية لدرجة أن المدير الفني لمانشستر يونايتد آنذاك كان أولي غونار سولشاير! وخلال الوقت الإضافي فقط، سدد مانشستر يونايتد 9 كرات على المرمى، مقابل تسديدتين فقط لليفربول. وكان راشفورد على مستوى الحدث في نهاية الوقت الأصلي ونهاية الوقت الإضافي؛ في البداية بمركز الجناح الأيسر، ثم قلب الهجوم. صحيح أنه أهدر فرصتين محققتين، لكنه حافظ على هدوئه واستغل الفرصة التالية. وظهر تن هاغ وكأنه مشجع يطلب من اللاعبين «الهجوم! الهجوم! الهجوم!»، وقد نجح في تحقيق هدفه والفوز باللقاء. في الواقع، ربما لم ينقذ اللاعبون موسم مانشستر يونايتد فحسب، لكنهم ربما أنقذوا تن هاغ هو الآخر من الإقالة! (مانشستر يونايتد 4 – 3 ليفربول).

مسابقة الكأس تكشف نقاط ضعف ليستر سيتي

كانت مباراة تشيلسي ضد ليستر سيتي في كأس الاتحاد الإنجليزي ممتعة للغاية، حيث شهدت المباراة 5 أهداف رائعة، وهدفاً من نيران صديقة، وركلة جزاء ضائعة، وبطاقة حمراء. ويجب الإشارة إلى أن ليستر سيتي لم يعد يقدم المستويات القوية التي كان يقدمها في النصف الأول من الموسم، حتى لو كان يتصدر جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى. وفي الدقائق بين الهدف الذي سجله أكسل ديساسي في مرمى فريقه بنيران صديقة وبين حصول كالوم دويل على بطاقة حمراء، شكل ليستر سيتي خطورة كبيرة على مرمى تشيلسي. لكن في الوقت نفسه، خاصة في الشوط الأول، كان ليستر سيتي يقدم أداءً يذكرنا بنادي بيرنلي، بمعنى أن الفريق يبدو استثنائياً في دوري الدرجة الأولى، لكنه يجد صعوبة بالغة في اللعب ضد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد وجد كول بالمر مساحات كبيرة جداً يمكنه الانطلاق فيها بحرية، كما كان نيكولاس جاكسون يشكل خطورة هائلة في كل مرة يركض فيها نحو يانيك فيستيرغارد. وإذا نجح ليستر سيتي في الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، فيتعين عليه أن يكون أكثر قوة وشراسة وتنظيماً في النواحي الدفاعية إذا كان يريد حقاً البقاء في الموسم المقبل. (تشيلسي 4 – 2 ليستر سيتي).

كول بالمر يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى ليستر سيتي (أ.ب)

الحارسان الاحتياطيان يثيران الإعجاب في ملعب الاتحاد

من المهم لأي فريق عندما يغيب حارس مرماه الأساسي أن يكون الحارس البديل على قدر المسؤولية وألا يتسبب في أي مشكلات. لقد شارك ستيفان أورتيغا ومارتن دوبرافكا في مباراة مانشستر سيتي ونيوكاسل في كأس الاتحاد الإنجليزي، مساء السبت الماضي، كما كان متوقعاً، ومن المتوقع أن يشارك الحارسان في المزيد من الدقائق خلال الأسابيع المقبلة بسبب غياب إيدرسون ونيك بوب بداعي الإصابة. وظهر أورتيغا بشكل رائع، وكان هادئاً في تحركاته، كما أظهر مهارة لا تقل على الإطلاق عن إيدرسون فيما يتعلق بتوزيع التمريرات بقدميه. لم يصنع نيوكاسل سوى عدد قليل من الفرص، لكن أورتيغا تصدى لهجمة خطيرة في الشوط الأول عندما نجح في التصدي لتسديدة ألكسندر إيزاك الماكرة من مسافة قريبة. وفي المقابل، ظهر دوبرافكا بشكل رائع وكان يغطي خلف خط الدفاع في الكرات الطويلة، ولا يمكن لأي شخص أن يلومه على الهدفين اللذين سكنا مرماه يوم السبت، خاصة أن الهدفين اللذين سجلهما بيرناردو سيلفا جاءا بعدما غيّرت الكرة اتجاهها، ولم يكن بإمكان دوبرافكا أن يفعل أي شيء. لقد تصدى حارس المرمى السلوفاكي لعدد من الهجمات الخطيرة، خاصة في المواقف الفردية، وكان يخرج من مرماه في التوقيت المناسب تماماً وبسرعة كبيرة لتضييق المساحات أمام لاعبي مانشستر سيتي. وكما هي الحال مع دوبرافكا، فمن المؤكد أن ثقة أورتيغا بنفسه ستزداد كثيراً عندما يشارك في عدد أكبر من المباريات. (مانشستر سيتي 2 – 0 نيوكاسل).

غاري أونيل يشعر بالقلق بسبب قلة الخيارات المتاحة

كان غاري أونيل أول شخص يحذر من الحديث المبكر عن نجاح وولفرهامبتون في تحقيق أهدافه هذا الموسم. وعندما تستمع إليه وهو يتحدث عن خروج فريقه من كأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت، بعد الخسارة أمام كوفنتري سيتي الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة، ينتابك شعور بأن فريقه سوف يعاني من الكثير من المشكلات بدءاً من الآن وحتى شهر مايو (أيار) المقبل. لقد كشف أونيل عن استيائه من القائمة المحدودة المتاحة الآن لفريقه – بابلو سارابيا كان هو المهاجم الوحيد المتاح لديه في تلك المباراة – وأشار إلى الفجوة الكبيرة بين الموارد المتاحة له وتلك التي يملكها منافسه التالي، أستون فيلا، على الرغم من أن الهداف الأول لفريقه، ماتيوس كونيا، يمكن أن يعود بعد تعافيه من الإصابة التي لحقت به في أوتار الركبة ويشارك أمام أستون فيلا على ملعب «فيلا بارك». وقال أونيل: «مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ستكون صعبة للغاية خلال الجولات المقبلة. من المحتمل أن يكون لدى أستون فيلا في تلك المباراة كل من أولي واتكينز، وموسى ديابي، وليون بايلي، وجاكوب رامزي، بالإضافة إلى نيكولو زانيولو وجون دوران على مقاعد البدلاء». (وولفرهامبتون 2 – 3 كوفنتري سيتي).

أفراح بيرناردو سيلفا وزملائه بهز شباك نيوكاسل (أ.ف.ب)

تقنية الفار تصيب وستهام بالمزيد من الإحباط

استغرق الأمر خمس دقائق و37 ثانية لكي يتوصل حكام تقنية الفار إلى قرار بأن الكرة قد لمست يد لاعب وستهام توماس سوسيك قبل دخول الكرة مرمى أستون فيلا، لكي يتم إلغاء الهدف الذي تم إحرازه في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء. وتعد هذه أطول مدة زمنية يستغرقها حكام لجنة الفار في أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل اتخاذ قرار معين. لقد مضى وقت طويل للغاية من أجل اتخاذ القرار النهائي، لدرجة أن اللاعبين الذين كانوا يستشيطون غضباً في بداية الأمر أصحبوا هادئين تماماً ويتحدثون معاً قبل اتخاذ القرار النهائي. وكلما طال الانتظار، كان هناك شعور أكبر بأن الهدف سيتم إلغاؤه. لقد كان هذا هو رابع هدف يتم إلغاؤه لوستهام هذا الأسبوع بعد العودة لتقنية الفار، والغريب أن الأهداف الأربعة كلها أُلغيت بداعي وجود لمسة يد! وقال ديفيد مويز، المدير الفني لوستهام، وهو يحاول الحفاظ على هدوئه رغم غضبه الشديد: «نعتقد أنها أهداف صحيحة، لكن تقنية الفار هي التي تتخذ القرار، وليس نحن». أما لاعب أستون فيلا ومسجل هدف فريقه الوحيد، نيكولو زانيلو، فقال: «أعتقد أن الحكم اتخذ القرار الصحيح لأن هناك لمسة يد». خلاصة القول، ستظل تقنية الفار دائماً مثيرة للجدل، وسيظل كل فريق يرى القرارات من وجهة نظره الخاصة. (وستهام 1 – 1 أستون فيلا).

سون يقول إنه لا توجد أعذار بعد تعثر توتنهام

انتقد النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين أداء فريقه الضعيف أمام فولهام، يوم السبت الماضي، وهي الانتقادات التي توافقت أيضاً مع تصريحات المدير الفني للسبيرز، أنجي بوستيكوغلو. لكن بينما أكد المدير الفني الأسترالي أنه مهتم برؤية علامات التحسن من فريقه أكثر من اهتمامه بإنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، فإن سون لم يتردد في توجيه الانتقادات المباشرة لفريقه خلال اللقاء الذي أجراه بعد المباراة التي شهدت عدم تسجيل توتنهام أي هدف للمرة الأولى منذ 39 مباراة. وقال اللاعب الكوري الجنوبي: «إنه أمر غير مقبول من الجميع، بمن فيهم أنا. يتعين على الجميع أن ينظروا إلى المرآة ويقولوا لأنفسهم إن هذا هو خطؤهم. لم نكن جيدين بما يكفي، ولم نبذل الجهد الذي نبذله طوال هذا الموسم. لم يكن الأداء والسلوك جيدين بما يكفي». وسيستضيف توتنهام كلاً من لوتون تاون ونوتنغهام فورست على ملعبه، لكنه سيخوض بين هاتين المواجهتين مباراة قوية أمام وستهام خارج ملعبه، خلال الفترة المقبلة، فهل سيتمكن الفريق من وضع الأمور في نصابها الصحيح بعد فترة التوقف الدولي؟ (فولهام 3 – 0 توتنهام).

رأسية إليس سيمس تسهم في مفاجأة فوز كوفنتري سيتي على وولفرهامبتون (رويترز)

موريتش يساعد بيرنلي على تحقيق فوز مهم

جاءت المباراة التي فاز فيها بيرنلي على برينتفورد بهدفين مقابل هدف وحيد مثيرة ودراماتيكية، حيث شهدت حصول سيرجيو ريغيلون على بطاقة حمراء في الدقيقة الثامنة، كما شهدت هدفاً في وقت متأخر من برينتفورد، الذي سجل هدفاً آخر قبل أن يلغيه حكم اللقاء. وسجل ديفيد داترو فوفانا هدف الفوز لبيرنلي من لمسة رائعة. لكن يجب الإشادة بكلا المديرين الفنيين: فنسنت كومباني لأنه منح حارس المرمى أريانيت موريتش فرصة اللعب للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان موريتش النجم الأول للمباراة؛ وتوماس فرانك لأنه لم يثر أي ضجة بشأن البطاقة الحمراء التي حصل عليها ريغيلون أو ركلة الجزاء التي تم احتسابها ضد فريقه. لا يزال بيرنلي يتجه نحو الهبوط لدوري الدرجة الأولى، كما أن برينتفورد الآن يواجه خطر الانضمام إليه، لكن لا يبدو أن أياً من المديرين الفنيين سيتعرض للإقالة! (بيرنلي 2 – 1 برينتفورد).

ساسا لوكيتش وهدف فولهام الثاني في شباك توتنهام (رويترز)

لوك بيري يُظهر الروح القتالية للوتون تاون

نجح البديل لوك بيري في تسجيل هدف قاتل للوتون تاون في مرمى نوتنغهام فورست ليقود فريقه للحصول على نقطة ثمينة قد تكون حاسمة في صراع البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد سجل بيري الآن لصالح لوتون تاون في جميع أقسام دوري كرة القدم الأربعة، ووفقاً لمديره الفني روب إدواردز فإن هذا «يجعلنا استثنائيين وأكثر قرباً من بعضنا». وبينما كان نوتنغهام فورست يستمد طاقة كبيرة من وجود لاعب كبير مثل كالوم هدسون أودوي على مقاعد البدلاء، فإن لوتون تاون اعتمد على لاعب تعاقد معه عندما كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة، وقد نجح هذا اللاعب في تقديم المطلوب منه تماماً. وقال إدواردز بعد المباراة: «ما زلنا كما نحن ولم نتغير، وأنا أحب ذلك. هناك عدد من اللاعبين الذين قاتلوا وعملوا بكل قوة لكي يكونوا هنا، ولا يريدون أن يستسلموا أبداً». ويبدو أن لوتون تاون سيقاتل حتى الرمق الأخير ولن يتخلى بسهولة عن حلم البقاء بين الكبار، في الوقت الذي تراجع فيه نوتنغهام فورست إلى منطقة الهبوط بعد خصم 4 نقاط منه بسبب خرق القواعد المالية الموسم الماضي. وبهذا الخصم، الذي أعلنته رابطة الدوري الممتاز، احتل فورست المركز الـ18 في الترتيب برصيد 21 نقطة متأخراً بفارق نقطة واحدة عن لوتون تاون ومتقدماً بـ4 نقاط عن بيرنلي صاحب المركز الـ19. (لوتون تاون 1 – 1 نوتنغهام فورست).

*خدمة «الغارديان»

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
Exit mobile version