❖ الدوحة – الشرق

بدأت مؤسسة حمد الطبية استخدام الطب النووي عبر العلاج بتقنية (اللوتيشيوم – 177) لمرضى سرطان البروستاتا لأول مرة بدولة قطر. وتلقى أول مريض العلاج بنجاح في قسم الطب النووي بالمركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بمؤسسة حمد الطبية، مما سيوفر على الكثير من المرضى عناء السفر لتلقي هذا العلاج بالخارج.

وقالت الدكتورة مريم الكواري، كبير أطباء أشعة الطب النووي بمؤسسة حمد الطبية: «العلاجات المعتمدة على تقنية (اللوتيشيوم – 177) تمنح فرصة أمل لأولئك المرضى الذين جربوا كل خيارات العلاجات التقليدية، ولم يطرأ أي تغيير على حالاتهم، مع هذا النوع من العلاجات يمكننا تحسين جودة حياة مرضى أورام الغدد الصماء العصبية ومرضى سرطان البروستاتا».

وأكدت الدكتورة مريم الكواري أن تقنية التشخيص الجديدة يمكن من خلالها تشخيص أورام سرطان الثدي، عن طريق إعطاء المريض مادة مشعة (FES) ثم عرضه على جهاز التصوير لتحديد مواضع الأورام بدقة، مشيرةً إلى أن مؤسسة حمد الطبية تسعى إلى تقديم المزيد من إجراءات التشخيص المتقدمة مما سيساهم في تراجع حاجة المرضى إلى السفر للخارج. ووصفت الدكتورة مريم هذا التشخيص بالإنجاز الطبي الذي يترجم جهود سنوات طويلة لأطباء واختصاصيي الطب النووي واستشاريي الأورام وفنيي الأشعة بقسم الطب النووي بمؤسسة حمد الطبية بهدف توفير الرعاية الطبية لجميع مرضى السرطان في المؤسسة.

ومن جهته أوضح الدكتور غلام سيد، رئيس قسم الطب النووي بمؤسسة حمد الطبية قائلاً: «إن القسم بدأ مؤخرًا بتقديم علاج جديد لمرضى السرطان لأول مرة في قطر، مبينًا أن العلاج الجديد يُعرف عادةً باسم العلاج بالتتبع الإشعاعي. إذ يتم إعطاء المريض حقنة تحتوي على نويدات مشعة لتوصيل الإشعاع إلى الخلايا السرطانية.

وحول استخدام الطب النووي في علاج السرطانات، يوضح الدكتور غلام أن النوع الأول من هذا العلاج يتم إعطاؤه للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بأورام الغدد الصماء العصبية التي انتشرت في الجسم، ويستفيد من هذا العلاج المرضى الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، أما النوع الثاني من العلاج فيُعطى للمرضى الذكور المصابين بسرطان البروستاتا المنتشر في الجسم والذين لم يستجيبوا للعلاج الهرموني.

وأضاف «أصبحت طرق العلاج الجديدة معيارًا للرعاية المقدمة لمرضى السرطان، وتوصي المنظمات الدولية المعنية بهذا المجال باستخدام هذه الطرق في حال عدم الاستجابة لطرق العلاج التقليدية. ومن خلال اعتماد هذه الطرق العلاجية المتقدمة لمرضانا في مؤسسة حمد الطبية، أصبح قسم الطب النووي الآن جزءًا من الشبكة العالمية الملتزمة بتطبيق المبادئ التوجيهية بشأن الخبرة السريرية والفنية، وسلامة المرضى والحماية من الأشعة».

وأوضح أنه مع إدخال العلاجات المعتمدة على اللوتيشيوم، أصبح بإمكان المرضى الآن الاستمرار في مسيرة العلاج للسيطرة على السرطان خصوصا لمرضى أورام الغدد الصماء العصبية وسرطان البروستاتا والذين لم تنجح العلاجات الهرمونية أو الكيميائية في علاجهم، إذ أصبح لديهم الآن فرصة علاجية جديدة على شكل 4- 6 جرعات بفاصل 6- 8 أسابيع، إذ تبدأ مكافحة المرض مع الجرعة الأولى ومع مرور الوقت يلاحظ الأطباء تحسن كبير على حالاتهم.

وأضاف د. غلام: «هناك عدد من المرضى الذين لا تنجح معهم خيارات العلاج الشائعة يقدر عددهم بنحو من 8 – 10 مرضى مصابين بأورام الغدد الصماء العصبية وحوالي 16 مريضاً من مرضى سرطان البروستاتا في كل عام، حيث توجد الآن الفرصة ليخضع هؤلاء المرضى للعلاج الجديد في مؤسسة حمد الطبية دون الحاجة إلى السفر للخارج «.

وأشار إلى أنه تم تسجيل أربعة مرضى مصابين بأورام الغدد الصماء العصبية منذ سبتمبر 2023، تلقى أحدهم أربع جرعات علاجية وتلقى الثلاثة الآخرون 3 جرعات لكل منهم. بينما تم تسجيل مريضين مصابين بسرطان البروستاتا منذ فبراير 2024 وحصل كل منهما على جرعتين من العلاج الجديد، مؤكدًا أن جميع المرضى بخير. ووفقًا للنتائج المخبرية فإنهم يتحسنون سريرياً، ولم يطرأ لديهم أي آثار جانبية كبيرة للعلاج معتبرًا النتائج الأولية بأنها مشجعة. ومن المقرر إجراء تحليل استجابة مفصل لكل مريض بعد الانتهاء من أربع دورات من العلاج الجديد للتأكد من سلامة المرضى وجودة الرعاية الطبية المقدمة لهم.

شاركها.
Exit mobile version