❖ هديل صابر

لا تزال المحلِّيات الصناعية من القضايا الصحية الشائكة، كما أنَّه لا توجد دراسات تؤكد خطرها أمام دراسات غير قادرة على أن تنفي مضارها وعدم نجاحها المطلق في خفض الوزن وإنقاص كتلة الجسم لاسيما للأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية، وهذا ما كانت قد نصحت به منظمة الصحة العالمية في بيان صادر عنها في مايو 2023 بعدم استخدام المحليات من بدائل السكر، وفقا لمبادئ توجيهية جديدة أصدرتها تشير إلى أن المحليات الصناعية لا تساعد في التحكم في كتلة الجسم أو تقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالوزن. كما أشارت منظمة الصحة العالمية في بيانها إلى الآثار غير المرغوب فيها المحتملة من الاستخدام طويل الأمد للمحليات الصناعية مثل زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما حذرت المنظمة من عواقب خطيرة أخرى مثل زيادة خطر الوفاة المبكرة بين البالغين. واتفق عدد من ذوي الاختصاص في تصريحاتهم لـ”الشرق” على عدم كفاءة المحلّيات الصناعية في إنقاص الوزن أو التحكم في كتلة الجسم إلا في حال استخدامها وفق معايير واشتراطات تحدد الكميات المستخدمة، داعين إلى التفكير في طرق أخرى لتقليل تناول السكريات الحرة، مثل تناول الطعام الذي يحتوي على السكريات الطبيعية، مثل الفاكهة، أو الأطعمة والمشروبات غير المحلاة.

    البدائل تشجع على الأكل

أكد الدكتور أحمد سعيد- طبيب عام -، أنَّ المحليات الصناعية وبدائل السكر من القضايا الشائكة والتي يحيطها الكثير من اللغط، إذ أنَّ بعض الدراسات تشير إلى أنَّ استخدامها قد يزيد فرص الإصابة ببعض السرطانات وعلى الرغم من أنَّ لا إثباتات تؤكد فعلا دورها في زيادة فرص الإصابة إلا أنه لا يوجد أيضاً ما ينفي هذه المعلومة التي توصلت إليها بعض الدراسات.

وتابع: « إنَّ الأمر الآخر الذي يثير الشكوك حولها هو دورها في إنقاص الوزن وخفض كتلة الجسم، إذ أن منظمة الصحة العالمية نصحت مؤخراً بعدم استخدام المحليات من بدائل السكر، وفقا لمبادئ توجيهية جديدة أصدرتها المنظمة تشير إلى أن المحليات الصناعية لا تساعد في التحكم في كتلة الجسم أو تقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالوزن، فالعديد من الدراسات بينت أنَّها تدفع الشخص للأكل أكثر، الأمر الذي يؤكد أهمية استخدامها باعتدال للحصول على الفائدة المرجوة مع خفض الأضرار المحتملة».

    ليست جيدة بالمطلق

أوضحت الدكتورة عائشة صقر-اختصاصية تغذية علاجية وسمنة أن المحليات الصناعية أو ما تعرف ببدائل السكر باتت من أكثر المنتجات التي تلقى رواجاً رغم أنها ليست جيدة بالمطلق، خاصة وأنَّ البعض قد يزيد وزنه على هذا النوع من المحليات الصناعية والسبب في أنَّ البعض قد يتناولها إلا أنَّ الدماغ يشعر أنه لايزال بحاجة إلى الأطعمة ذات المذاق الحلو فيأكل كميات أكبر، لذا لابد التعامل معها بحذر شديد من خلال البدء بخفض كميات السكر من الأطعمة والمشروبات تدريجيا، استخدام العسل الطبيعي للتحلية، والبديل الثالث استخدام المحليات الصناعية ويأتي هنا بالدرجة الأولى السكروز كبديل يعد الأفضل مع أهمية الابتعاد عن المحلي الصناعي الأسبرتام الذي يعد سيئا من بين هذه المحليات».

وحذرت من استخدام سكر الذرة إذ أثبت علميا أنَّ هذا النوع من السكر يسمهم في تراكم الدهون على محيط الخصر والبطن، لذا من المهم تجنب هذه المحليات قدر الإمكان واستخدامها باعتدال.

    نصيحة بعدم استخدامها

نصحت غنوة الزبير–اختصاصية تغذية علاجية-، بتجنب استخدام المحليات الصناعية، موضحة إن المحليات الصناعية وبدائل السكر هي مواد صناعية تشتمل على مركبات تؤدي إلى التهابات في الجسم، كما أنها تؤثر على البكتيريا النافعة في المعدة، لذا لا ينصح بإضافتها إلى الأطعمة والمشروبات لأنها مواد صناعية وكل ما هو غير طبيعي له أضراره على صحة الجسم سواء على المدى القريب أوالمدى البعيد.

وأشارت غنوة الزبير إلى أنَّ بعض الدراسات تشير إلى أن المحليات الصناعية قد تدفع بالشخص لأن يعوض السكر من مصادر أخرى وكأنها تلعب دور المحفز للدماغ للحصول على كميات سكر أكثر وبالتالي لا ينصح بها.

ونصحت غنوة الزبير باستخدام المحلي استيفيا مع أهمية التأكد بأنه طبيعي 100% لأن أغلب المنتجات المتوفرة في السوق تحتوي على الأسبرتام أو محليات أخرى ضررها أكثر من نفعها، أو باستخدام السكر المونج فضلا عن استخدام العسل لكن باعتدال أو سكر جوز الهند والتمر والفاكهة الطبيعية مع مراعاة الكميات المستخدمة، أو الاستفادة من الخضراوات التي تحتوي على النشويات كالشمندر والبطاطا الحلوه والقرع وشيِّها مما يزيد من مذاق السكر.

    تخفض الوزن بشروط

أكدت السيدة روى رفاعي-اختصاصية تغذية علاجية- أن المحليات الصناعية عملت نقلة نوعية في خسارة الوزن لأنها ساعدت في التزام العديد من الأشخاص بأنظمة الحمية الغذائية وبالتالي ساعدتهم على خسارة الوزن، وساعدت مرضى السكري الذين بإمكانهم تناول أنواع من الأطعمة المحلاة إلا أنها محلاة ببدائل السكر والمحليات الصناعية، إلا أنَّ المشكلة بالمحلِّيات الصناعية أنها لا تدخل لخلايا الجسم فعند الحصول على طعام محلى بمحلي صناعي تصل إشارة للدماغ بأن هناك طعاما حلو المذاق لكن لايوجد سكر قد دخل الجسم فعليا فقد يجعل الشخص بحاجة لأطعمة محلاة أكثر، لذا نجد أنَّ الذين يكثرون من استخدام المحليات الصناعية يصبحون دوما لديهم شراهة على تناول الحلويات.

    الاختيار الواعي يحمي الشخص

رأت السيدة فاطمة صادق-اختصاصية تغذية علاجية-، أنَّ المحليات الصناعية لا تسهم في إنقاص الوزن أو في خفض كتلة الجسم، معتبرة هذا الأمر من المفاهيم الخاطئة، فالمحليات الصناعية هدفها إعطاء مذاق حلو على الأطعمة أو المشروبات المصنعة فعند استخدامها لا تمنح الغذاء أي قيمة غذائية كالمشروبات الغازية «الدايت» أو «اللايت» المتضمنة محليات صناعية فلا قيمة غذائية لها بل أضرارها أبلغ خاصة على خفض الوزن.

ودعت فاطمة إلى أهمية الوعي في ماذا يأكل الشخص؟ وكيف يأكل؟، فقد تكون هذه المحليات جيدة للأشخاص المصابين بالسكري إلا أنها ليست كذلك لمن يحاول أن يخفض وزنه، لافتة إلى ما نصحت به منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام المحليات من بدائل السكر على اعتبارها لا تساعد في التحكم في كتلة الجسم أو تقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالوزن، لا.

شاركها.
Exit mobile version