الدوحة – قنا

افتتح مساء اليوم، بمتحف الفن الإسلامي، معرض /حرير العنكبوت الذهبي/ الذي سيستمر حتى السادس من يوليو المقبل.

وتمثل المنسوجات التي يقدمها مبتكرا الحرير، سيمون بيرز ونيكولاس جودلي، ثمار أكثر من عشرين عاما من التجارب على هذه المادة. إذ شرع الثنائي، في عام 2004، في هذا المشروع الكبير لإنتاج وتصنيع المنسوجات المصنوعة من حرير العناكب الذهبية غازلة النسيج الدائري والموجودة في مدغشقر.

وقالت السيدة شيخة النصر مدير متحف الفن الإسلامي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بهذه المناسبة، إن معرض /حرير العنكبوت الذهبي/، الذي يتم افتتاحه في شهر رمضان الفضيل، يعتبر فريدا من نوعه، نظرا لكونه يتميز عن غيره من خلال تبني مبدأ الاستدامة كنهج رئيسي له، ويلقي الضوء على استخدام الحرير النباتي الصديق للبيئة في إنتاج معروضاته النهائية، وهو ما يعد تجسيدا لموضوع الاستدامة الذي يأتي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.

ونوهت إلى أن المنسوجات المعروضة، هي الوحيدة في العالم المصنوعة من الحرير الذهبي، وتعرض لأول مرة في الوطن العربي بقاعة المعارض بالطابق الرابع، لافتة في الوقت نفسه، إلى أن احتضان القاعة لهذا المعرض المتفرد، هو إيذان بتدشين هذه القاعة رسميا لأول مرة.

وأشارت إلى أن الخيوط والمنسوجات المعروضة تم استخراجها من أكثر من مليون و500 عنكبوت، حيث إن هذه الطريقة مستدامة، وذلك بإرجاع هذه العناكب إلى الطبيعة بعد استخراجها لهذه الخيوط الذهبية.. كما أن المعطف المعروض، تم استلهام نقوشه من (الإزنيك) العثماني.

وأفادت مدير متحف الفن الإسلامي، أن الثنائي سيمون ونيكولاس عملا على بحثهما وإنتاج القطع المعروضة ما يقارب عشرين عاما.

من جهته، قدم سيمون بيرز، أحد منتجي القطع المعروضة، إلى جانب نيكولاس جودلي، أثناء جولة خاصة للإعلاميين، لمحة عامة عن التحف الفنية المعروضة، باسطا بين أيديهم، القصة التاريخية لإنتاج خيوط الحرير من العناكب، والذي بدأت إرهاصاته مع الفرنسي فرانسوا غزافييه بون عام 1709.

وأماط اللثام عن كتاب /مخطوط يؤرخ لذلك، بعنوان /طرائق لصنع كميات لا متناهية من التصاميم المختلفة/ والذي يعد أقدم وأندر دراسة حول نظرية تصميم خيوط العنكبوت.

إلى ذلك، يقدم معرض /حرير العنكبوت الذهبي/ جميع المنسوجات الأربعة الجاهزة معا لأول مرة، إلى جانب المخطوطات والأوراق التاريخية التي توثق هذه العملية.

وتشمل المنسوجات رداء بديعا دون أكمام، ونسيج /لامبا/ مقصبا (واللامبا هو الاسم الذي يطلقه أهالي مدغشقر على القماش المستطيل المنسوج، وشالا من نسيج (تفتة) الشفاف، وشالا منسوجا من الساتان.

يذكر أنه لا توجد سابقة لمنسوجات حرير العنكبوت الذهبي في العالم بأسره، وتعرض معا لأول مرة في المنطقة. ويتضمن المعرض أيضا مقطع فيديو مدته 15 دقيقة لسيمون بيرز يناقش فيه تاريخ حرير العنكبوت الذهبي.

واستحضر سيمون بيرز، مبتكر /حرير العنكبوت الذهبي/، حقيقة أن كل قطعة نسيج تحكي قصة معاصرة للغاية، وتمثل ملتقى للتيارات الثقافية العالمية والاستعارات الانتقائية. وأضاف:” أنتجت هذه القطع بعد عملية تفكر ودراسة متأنية، وبمهارات اكتسبت بعد وقت طويل ومجهود كبير. وبالتالي، هي إبداعات تتمثل رسالتها في الوسيط الذي صنعت منه.”

وعرض العديد من أعمال المبتكرين على مر السنين في مجموعات عامة وخاصة منها: المتحف البريطاني، لندن ومتحف متروبوليتان، نيويورك ومعهد شيكاغو للفنون والمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، نيويورك ومتحف كليفلاند للفنون، أوهايو متحف فاولر، جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، والمتحف الميداني، شيكاغو، والمتحف الوطني للفن الإفريقي، سميثسونيان، العاصمة واشنطن، ومتحف الإثنوغرافيا، أوساكا، اليابان.

ويعتبر متحف الفن الإسلامي إحدى مؤسسات الفن الإسلامي الرائدة في العالم وأول متحف ذي مستوى عالمي في المنطقة.

والمتحف في حلته الجديدة يقدم للزوار تجربة تعليمية أكثر ملاءمة وقربا منهم، حيث تعرض أكثر من 1000 قطعة لأول مرة في قاعات العرض الدائمة بالمتحف، تم اقتناء العديد منها وحفظها مؤخرا، إلى جانب التحف الفنية التي اشتهر بها متحف الفن الإسلامي عالميا.

شاركها.
Exit mobile version