من دون أي إعلانات أو دعاية على منصات التواصل الاجتماعي، فوجئ الجمهور بإصدار كافة حلقات مسلسل “إلا الطلاق”، الذي لعب بطولته إياد نصار ودينا الشربيني وسلمى أبو ضيف، عبر منصة “أمازون برايم”.

وهو ما بدا غريبا بعض الشيء، خاصة أن النجوم الثلاثة حققوا نجاحا كبيرا خلال المسلسلات التي قدموها رمضان الماضي، وهي مسلسل “صلة رحم” ومسلسل “كامل العدد” ومسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” على الترتيب. مع ذلك ورغم عدم معرفة أي شيء عن العمل يبدو أن أسماء الأبطال وحدها كانت كافية لمنحه فرصة للمشاهدة، خاصة أنه سيناريو وحوار مريم نعوم.

 

هل تكفي الإثارة وحدها لإنقاذ العمل؟

مسلسل “إلا الطلاق” دراما تجمع بين التشويق والغموض والكثير من الإثارة، تحكي عن “يارا” (دينا الشربيني) التي تعمل مدرسة وتسعى للإنجاب وإن كان زوجها لا يشاركها الرغبة نفسها لأسباب تعود إلى طفولته ونشأته وما لازمها من تعقيدات.

يلعب دور الزوج “سيف” (إياد نصار)، وهو رجل كان يعمل مهندسا مع والده لسنوات إلى أن فوجئ بالأب يُسند إدارة الشركة لابنه الأصغر الذي لا يفقه شيئا بالمجال كونه ابنه من صلبه، في حين أن سيف ابنه بالتبنّي، الأمر الذي يُزعج البطل ويجعله يُقاطع الأب ويترك وظيفته محاولا تغيير مجال عمله بالكامل، مما يعرضه لحالة من عدم الاستقرار المادي ويضغطه نفسيا للحد الذي يجعله يخون زوجته ويرتكب الكثير من الحماقات الأخرى، وهو ما يترتب عليه سلسلة من الأحداث غير المتوقعة وعدة جرائم لا تلبث أن تدمر حياة الزوجين للأبد.

نسخة متواضعة من مسلسل ياباني

يُذكر أن المسلسل مُقتبس عن فورمات ياباني بعنوان “إلا الطلاق” (All But Divorced)، الذي صدر عام 2021 ولم يحقق أي نجاح حتى أن تقييمه على موقع “آي إم دي بي” (IMDb) الفني لم يتجاوز 3.8 نقاط.

وهو ما أضاف علامة استفهام جديدة حول سر اختيار مريم نعوم تلك القصة تحديدا لتحويلها إلى دراما مصرية، خاصة أن المسلسل العربي أيضا لم يحقق النجاح المرجو عند عرضه بشهادة آراء قطاع عريض من الجمهور، وفقا لتصريحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.

توتر وإثارة وكثير من المبالغات

العيب الفني الأوضح كان السيناريو غير المترابط الذي اتسم بوجود الكثير من المبالغات تخص الجرائم التي ارتُكبت، من جهة بسبب طريقة تعامل الأبطال مع ما يجري بعد كل جريمة واستمرارهم بممارسة حياتهم الطبيعية كأن شيئا لم يكن، ومن جهة أخرى بسبب احتجازهم أحد الأشخاص الذي ظل ينزف لأيام متتالية دون طعام أو مياه ودون أن تخور قواه.

لكن، ورغم عدم منطقية بعض الأحداث، استمر الجمهور بالمتابعة بسبب ما تمتع به المسلسل من رعب نفسي وقدرته على إصابة المشاهدين بحالة من التوتر والضغط العصبي الذي دفعهم لمشاهدة كافة الحلقات بوقت قصير، وصولا إلى النهاية التي اختلفت حولها الانطباعات، ففي حين أحب البعض وجود عاقبة أخلاقية للمُخطئ، وجدها آخرون استكمالا لسلسلة الأحداث الغريبة.

سلمى أبو ضيف الأفضل

وبالحديث عن الإيجابيات، يُذكر أن الغالبية أشادوا بتمثيل سلمى أبو ضيف مع أنها صاحبة أصغر الأدوار من حيث المساحة الدرامية، يليها إياد نصار الذي حاول جاهدا إبراز صراعاته الداخلية مع نفسه ومع أسرته.

أما دينا الشربيني كان حضورها عاديا ولم تُجد تجسيد الشخصية المُركّبة للبطلة، إذ تعاملت معها بسطحية، رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها عملا ينتمي لتلك الفئة، في حين لفت الانتباه كل من كريم أدريانو ومحمد ناصر ويوسف رأفت.

ومن جهته، صرّح محمد بركة، مخرج المسلسل، عن استمتاعه بالتجربة وعن ردود الفعل، مُشيدا بتمثيل سلمى أبو ضيف وقدرتها على التطور والنضج بسرعة مُعربا عن رغبته بتكرار العمل معها.

وأكد أن مشهد وفاتها هو الأصعب بالعمل، وقد حرص على تصويره بطريقة سينمائية والأهم وضعه في مرتبة متقدمة من المشاهد التي صُوّرت بالبدايات، كي يضمن شحذ مشاعر الممثلين ورفع سقف طاقاتهم لتقديم أفضل ما لديهم من تعايش للشخصية، خاصة أن هذا الحدث هو المُحرّك الرئيسي لباقي العمل.

وهو ما أكدته بدورها المؤلفة مريم نعوم، التي أعربت عن حرصها على تقديم دراما قائمة على المشاعر الإنسانية المتداخلة وتغيّر الشخصيات نتيجة أفعالهم وما يترتب عليها من عواقب يضطرون لدفع ثمنها.

وقد حاولت نعوم تمصير الحبكة وصبغ شخصيات الأبطال بلمسات من المجتمع والأفكار السائدة، وهو ما ظهر جليا بشخصيتي سلمى أبو ضيف وإياد نصار وشخصية الأب التي لعبها الفنان ياسر علي ماهر. وعلى الأغلب لولا المبالغات بالحبكة والجرائم العشوائية، وبحال تركيز العمل على سبر أغوار الشخصيات وما عانته بطفولتها كان المسلسل ليكون تجربة درامية أفضل وأكثر ثراء.

لهواة الرعب النفسي

مسلسل “إلا الطلاق” عمل تشويقي يعتمد على الإثارة من 10 حلقات، وهو مناسب لمحبي قصص الجريمة والدراما النفسية المركبة، إخراج محمد بركة وسيناريو وحوار مريم نعوم.

وبطولة جماعية شارك بها كل من إياد نصار، ودينا الشربيني، وسلمى أبو ضيف، وصفاء الطوخي، وياسر محمد علي، ولطيفة فهمي، وكريم أدريانو، وياسر رأفت، ومحمد ناصر، مع ظهور خاص لحمزة العيلي.

شاركها.
Exit mobile version