يعتبر البعض ما يتعرض له في حياته من أحداث مؤلمة واحباطات، مؤامرة كونية تحاك ضده منذ بدء الخليقة، فهو دائما محسود أو مقهور، والظلم يحيطه من بين الجميع.

هذا النوع من الأصدقاء تقول عنه مدربة العلاقات، شيري جوردون، في مقالها المنشور عبر موقع “فيري ويل مايند” “رغم احتياج الجميع إلى متنفس للتعبير عن التحديات والظروف التي يواجهونها في وقت الشدة، غير أن بعض العلاقات التي يقوم فيها شخص واحد بتقديم المساعدة والدعم، بينما يقوم الآخر بالشكوى طوال الوقت، تتحول إلى عبء وشعور ضاغط بالاستنزاف والإرهاق العقلي والنفسي وأحيانا الجسدي أيضا”.

علامات استنزاف الصداقات عاطفيا:

هناك بعض الإشارات التي قد تنبهك إلى أن صديقك يستنزفك عاطفيا، إذا كنت تستشعرها كلها أو بعض منها فهذه دلالة على أن هذا الصديق يرهقك عقليا، وتتضمن التالي:

  • تشعر بالقلق أو التعب والإحباط عندما تتحدث أو تتسكع معه.
  • تقدم تضحيات بانتظام للتأكد من تلبية احتياجات صديقك.
  • قلق بشأن مشكلاته أكثر من قلقك لما يخصك.
  • لست على طبيعتك معهم، تخشى دائما من الفهم السيئ ويزيد الأمر سوءا معهم.
  • لا مجال للاستمتاع بوقتك وتفاصيلك معهم.

تقول منة عبد العليم (28 عام) وتعمل في التسويق العقاري، إن لديها صديقة لا تسألها أبدا “كيف حالك؟”، لكنها تدخل على صندوق رسائلها الخاص، وتترك لها يوميا رسالة تحمل مشكلة، وعليها أن تبحث لها عن حلول، حتى وإن كانت تلك المشكلة أنها لا تجد فستانا لمناسبة ما، أو أن أحدا من عائلتها قد اختلف معها في مسألة ما، لكنها أبدا لا تترك المجال للشابة الثلاثينية -التي تعاني من مشاكل عديدة في عملها وحياتها الخاصة- لأن تروي وتحكي ما تشعر أو تمر به في يومها.

تروي منة عن محاولتها ذات مرة أن تروي لصديقتها عن مشكلة خاصة بها، فإذا بها تقاطعها بأن الأمر لا يستحق “إن مشكلتك بسيطة بالمقارنة بمشاكلي”، لم تكن الأزمة فقط في المقاطعة واستصغار الأمر، لكن ما شعرت به منة من غيرة وحسد في رد صديقتها، كان كفيلا ليضيء أمامها كل الإشارات الحمراء.

ابتعد قليلا

ابتعد، ربما تكون هي النصيحة الأفضل والنتيجة الحتمية في النهاية لعلاقة مستنزفة بهذا الشكل، كما ينصح الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي بجامعة الأزهر، لكن في بعض الأحوال لا نريد أن نقطع علاقتنا مع الجميع بشكل كامل، لأنه بشكل أو آخر لا بد من أن تحتوي علاقات الصداقة على جوانب من الدعم والمساندة، لكن مع ذلك علينا أن ننتبه لبعض الأشياء حتى لا تتحول العلاقة إلى مجرد وقت لكب نفايات شخص على آخر.

كما يقول عبد الراضي للجزيرة نت: “يجب أن ندرك أن الاستنزاف ليس ضروريا أن يكون من الأصدقاء فقط، لذا يسهل التخلص منهم وإنهاء العلاقة، لكن ربما يكون الأمر أصعب حين يأتي الاستنزاف العاطفي من دوائر أقرب، فيكون أحد الوالدين أو الأخوة أو شريكك في العلاقة العاطفية، لذا هنا ينصح ببعض خطوات بعيدا عن مرحلة إنهاء العلاقة”.

امنح الأصدقاء المستنزِفين عاطفيا طريقا يفهمون من خلاله أنك لا تقبل ذلك الاستنزاف (شترستوك)
  • لا تكن ضحية لهم

توقف عن كونك تابعا للطرف الآخر، خذ القرار وتحكم فيما تسمعه منهم وعنهم، توقف أيضا عن إخبارهم بضغطهم عليك، ولا تتوقع منهم أن يتفهموا ما تقول، فقط لا تبادلهم الرد، وتوقف عن المشاركة دون شرح.

  • الالتزام بالحدود

في حال سؤالهم عن تغيرك، تحدث بشكل واضح عن المشاعر السلبية التي يغمرونك بها، وأخبرهم عن الحدود التي تريد أن يتم التعامل بها فيما هو قادم.

الالتزام بالحدود ربما يكون صعبا عليهم، لكن أنت من تقرر، لا ترد على الهاتف، لا تكن متاحا عبر الإنترنت في أي وقت للرد على رسائلهم، افتح الرسالة ولا ترد إلا في الوقت الذي يناسبك، امنحهم طريقا يفهمون من خلاله أنك لا تقبل ذلك الاستنزاف.

  • توقف عن الإصلاح

توقف عن الإصلاح، يقول استشاري العلاج النفسي بجامعة الأزهر، “إن الجميع يبحثون عن الدعم والعناية، لكن هذا لا يعني أن نحل مشكلاتهم بدلا منهم، أو تولي أمورهم التي ينبغي عليهم فعلها بأنفسهم”.

3-جودة الصداقة في كيفيتها وليس في مدتها-(بيكسلز)
في حالة ملاحظة أن صديقك يعاني من علامات اكتئاب، ففي هذه الحالة لا تكن طبيبا، أنت مجرد صديق (بيكسلز)
  • لست معالجا بديلا

في حالة ملاحظة أن صديقك يعاني من علامات اكتئاب أو لديه مشاكل قلق مرضية، ففي هذه الحالة لا تكن طبيبا، أنت مجرد صديق، قدم له بديلا معالجا وساعده على بدء الاستعانة بمتخصص.

  • البحث عن الدعم المناسب

الصديق الذي يأتي بالمشكلة نفسها، أو الشريك الذي يمنحك كآبته كل يوم للمعاناة ذاتها في عمله، أخبره بأنه رغم وجودك الداعم لهم لكن من الواضح أن حلولك لا تجدي نفعا، وعليهم البحث عن سبيل آخر.

شاركها.
Exit mobile version