أصدرت الحكومة الصينية اليوم الثلاثاء 23 أبريل/نيسان 2024 أعلى مستوى من التحذير من العواصف المطيرة، فيما أجلت أكثر من 100 ألف شخص مع استمرار هطول الأمطار على جنوب البلاد.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مشهدا مروعا لسيارة جرفتها مياه الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين.

@dailymail

A car in southern China was swept away by record-breaking rains and intense flooding. Tens of thousands of people have evacuated their homes amid the hazardous conditions, and four have lost their lives. 🎥 Reuters #flood #naturaldisaster #extremeweather #china #guangdong

♬ A mysterious scene of the near future like Blade Runner(994826) – The Structures

وأظهرت مشاهد أخرى مصورة تم التقاطها من قبل مواطنين جسرا ينهار ويسقط في النهر مع هبوب رياح عاتية عبر المنطقة.

@independent

A bridge in China collapsed during severe flooding on Saturday, 20 April, after several days of major downpours and strong winds. Footage from a security camera showed the structure in Guangdong province collapsing into the river below. Unusually heavy and widespread rainfall has battered the southern province since last Thursday, bringing an earlier start to the annual flooding season that is more typical in May and June. #guangdong #bridgecollpase #china #fyp #foryou

♬ original sound – Independent

كما شوهدت حبات البرد التي يصل قطرها إلى 3 سنتيمترات تتساقط من السماء، وتتحطم على أسطح المنازل مما تسبب في فوضى ودمار كبيرين. وهطلت أمطار غزيرة على الأجزاء الوسطى والشمالية من المقاطعة في مدن تشاوتشينغ وشاوجوان وتشينغيوان وجيانغمن.

ومنعت السلطات في تشينغيوان وشاوجوان في قوانغدونغ السفن من العبور عبر عدة أنهار، مع إرسال الإدارات البحرية قوات لتكون في الخدمة، وتنسق زوارق القطر وسفن الإنقاذ في حالات الطوارئ.

كما أوقف المسؤولون في تشينغيوان الدراسة في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية، وفقا لوسائل الإعلام المحلية.

وتسببت الأمطار الغزيرة في ارتفاع منسوب مياه الأنهار في مقاطعة قوانغدونغ، مما دفع وسائل الإعلام الحكومية إلى التحذير من خطر الفيضانات الهائلة بمستوى “يحدث مرة واحدة تقريبا كل قرن” بسبب العواصف المستمرة.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، إن 110 آلاف ساكن في أنحاء المقاطعة تم نقلهم إلى أماكن أخرى منذ بدء هطول الأمطار.

وقالت السلطات في مدينة شنتشن الساحلية بالمقاطعة -ثالث أكبر مدينة في الصين- عند إصدار الإنذار الأحمر: “يرجى اتخاذ الاحتياطات بسرعة والابتعاد عن المناطق الخطرة مثل المناطق المنخفضة المعرضة للفيضانات”.

وحذرت السلطات من “الأمطار الغزيرة والكوارث الناجمة عنها مثل تدفق المياه والفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية والانهيارات الطينية وانهيار الأرض”.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الرسمية رياحا عنيفة تشبه الأعاصير تجتاح المنطقة في منطقة قوانغشي المجاورة غربي قوانغدونغ، مما أدى إلى تدمير المباني فيما تعرضت بعض الأماكن أيضا لتساقط حبات البرد وفيضانات كبيرة.

وأعلنت العاصمة بكين حالة التأهب القصوى إثر الإبلاغ عن مقتل 4 أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع، بينما اعتبر 10 آخرون في عداد المفقودين.

وسارعت السلطات -أمس الاثنين- لإنقاذ القرويين الذين حوصروا في الانهيارات الأرضية وإجلاء السكان المحاصرين وأرسلت طائرات هليكوبتر وحملت كبار السن على متنها من منازلهم خلال الطوفان.

وبقي آخرون في الطوابق العليا من منازلهم، في انتظار انحسار المياه بينما قام أصدقاؤهم بتوصيل الطعام بالقوارب.

وقال مسؤولو الأرصاد الجوية المحليون، الذين وصفوا الوضع بأنه “قاتم”، إن أجزاء من الأنهار والروافد في حوضي نهري شيجيانغ وبيجيانغ وصلت إلى مستويات المياه في ارتفاع نادر لا يمثل سوى مرة واحدة من كل 50 مرة لحدوثه في أي عام.

وفي يونيو/حزيران 2022، شهدت قوانغدونغ أشد هطول للأمطار منذ 6 عقود، مما أدى إلى فيضانات وانهيارات أرضية أثرت على ما يقرب من نصف مليون شخص.

ويشهد موسم الصيف المطير حدوث فيضانات في جنوب الصين بشكل سنوي، لكن هناك مخاوف حيال أن يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم الموقف على صعيد تلك الظاهرة الطبيعية.

وعلى النقيض تعاني مناطق أخرى في شمال الصين من ارتفاع كبير غير مألوف في درجات الحرارة، مع توقعات أيضا بهطول أمطار غزيرة على تلك المناطق.

قوانغدونغ.. معقل التصنيع في الصين

وتعد قوانغدونغ معقل التصنيع في الصين، حيث يسكنها حوالي 127 مليون شخص حيث اجتذبت بيئة الأعمال التي تتحسن باستمرار أكثر من 16.3 مليون كيان سوق بالمقاطعة، بما فيها أكثر من 300 ألف شركة ذات استثمارات أجنبية.

وفي الربع الأول من عام 2023 وحده، تم تسجيل 972 شركة ذات استثمارات أجنبية جديدة في مدينة شنتشن بالمقاطعة، بزيادة 11.2% على أساس سنوي.

وفي عام 2022، بلغ إجمالي قيمة التجارة الخارجية لمقاطعة قوانغدونغ 8.31 تريليونات يوان (1.2 تريليون دولار)، ما يمثل 19.8% من إجمالي الصين، مع احتلال المقياس المرتبة الأولى للبلاد لمدة 37 سنة متتالية.

فيضانات الصين.. الأشد عبر التاريخ

وكانت الصين، عبر التاريخ، إحدى الدول الأكثر تضررا من الفيضانات، وفقدت مئات الآلاف من الأشخاص في الكوارث التي تعرضت لها.

ففي عام 1911، حدث فيضان جيانغسو-آنهوي بعد فيضان نهر اليانغتسي، ثالث أطول نهر في العالم، ونهر هواي، أكبر نهر في الصين، في آن واحد.

بعض معالم مدينة قوانغدونغ الصينية اختفت بفعل الفيضانات الشديدة (الفرنسية)

ووصل عدد قتلى هذا الفيضان إلى نحو 100 ألف، وسُجلت هذه الكارثة ضمن الكوارث الأكثر دموية في التاريخ، وتسببت في أضرار واسعة النطاق وتركت نحو 375 ألف شخص بلا مأوى.

وتسبب فيضان نهر اليانغتسي في الصين عام 1935 بوفاة 145 ألف شخص وتشريد الملايين، وبعدها حدثت مجاعة كبيرة في البلاد وجلبت معها أمراضا فتاكة، مثل السل والملاريا والتهاب الجلد.

وشهدت الصين عام 1975 واحدا من أسوأ الفيضانات في تاريخ البلاد حين انهار سد بانكياو بسبب إعصار نينا.

وخلال 24 ساعة هطلت أمطار تفوق الأمطار التي تهطل خلال عام كامل مما أسفر عن مقتل نحو 230 ألف شخص بينهم 145 ألفا ماتوا بسبب المجاعة والأمراض الناجمة عن الفيضانات.

الصين أكبر مصدر للانبعاثات في العالم

وفي السنوات الأخيرة، تعرضت الصين التي تعد أكبر مصدر للانبعاثات في العالم، لفيضانات شديدة وموجات جفاف حادة ودرجات حرارة قياسية بسبب تغير المناخ الناجم عن الغازات الدفيئة المنبعثة من الإنسان مما يجعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواترا وشدة.

This aerial photo taken on April 22, 2024 shows a general view of flooded buildings and streets after heavy rains in Qingyuan city, in China’s southern Guangdong province. (Photo by CNS / AFP) / China OUT / CHINA OUT
الفيضانات تسببت في غرق شوارع مدينة قوانغدونغ الصينية (الفرنسية)

وشهدت مدينة شنتشن في سبتمبر/أيلول 2023، أمطارا غزيرة هي الأعلى منذ عام 1952، كما شهدت هونغ كونغ المجاورة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي أشد هطول للأمطار منذ ما يقرب من 140 عاما.

وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مختلف أنحاء شمال الصين العام الماضي، في مقتل نحو 78 شخصا على الأقل، وأعلنت الحكومة الصينية تخصيص مليار يوان (139 مليون دولار) لتعويض السكان في المناطق التي غمرتها المياه للسيطرة على مستويات الفيضانات.

كانت آسيا أكثر مناطق العالم تضررا من مخاطر المناخ والطقس في عام 2023، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، حيث كانت الفيضانات والعواصف سببا رئيسيا في وقوع ضحايا وخسائر اقتصادية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version