طرحت منصة نتفليكس، قبل أيام، الفيلم الرومانسي الكوميدي “شهر زي العسل” (Honeymoonish) وهو أول عمل أصلي كويتي، وخلال ساعات قليلة من بداية عرضه نجح في يصبح الأول عالميا والأعلى مشاهدة في 41 دولة من بينها الكويت وقطر والسعودية والإمارات والأردن ولبنان والمغرب وعمان بينما احتل المرتبة الثانية في مصر.

وهو ما استدعى احتفاء صانعيه بهذا النجاح الكبير والسريع بعد نسب المشاهدات المرتفعة والمتزايدة كل دقيقة ليس في الكويت وحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي وبعض الدول الأجنبية.

“شهر زي العسل” عمل فني جديد يحمل الجنسية الكويتية، ومع ذلك فإن غالبية طاقمه يحملون جنسيات أخرى، إذ أخرجه اللبناني إيلي السمعان، وكتبه المصريان إياد صالح ورامي علي، أما البطولة أُسندت إلى المصرية نور الغندور، والإيراني محمود بوشهري وإن عاش الاثنان سنوات في الكويت مما يُفسّر إجادتهما اللهجة، شاركهما البطولة البحريني قحطان القحطاني، والعراقية زمن عبد الله، ومن إيران أمل محمد ومهدي برويز، ومن الكويت آسيا الشمري وغرور.

دراما خفيفة تخطف الجمهور

يدور العمل حول الشابة نور “نور الغندور” التي تكتشف بالصدفة عبر منصة “إنستغرام” تخلّي حبيبها عنها وزواجه فجأة من ابنة عمه دون تكليف نفسه عناء إخبارها أو إنهاء العلاقة العاطفية التي تجمعهما، وحينها تُقرر العثور على زوج في ظرف أسبوع لإثارة غيرة حبيبها السابق.

محمود بوشهري ونور الغندور بطلا “شهر زي العسل (نتفليكس)

وهناك أيضا حَمَد “محمود بوشهري” الذي يعمل في شركة يملكها والده، غير أن الأب يُهدد ابنه بإيقاف مشاريعه وحرمانه من الميراث إذا لم يتزوج خلال شهر ليجلب له الحفيد المُنتظر.

وحين يشكو لصديقه الذي يُصادَف كونه زوج صديقة نور المقربة، يوفِّق الزوجان بين نور وحمد وسرعان ما تتم الزيجة دون أن يعرف أي منهما حقيقة الآخر أو السبب وراء سرعة الارتباط الرسمي، ومن ثمّ تتوالى الأحداث في إطار رومانسي كوميدي.

بمراجعة منصات التواصل يسهل ملاحظة أن غالبية الأصداء الجماهيرية جاءت إيجابية، حيث أعرب المشاهدون عن استمتاعهم بقصة الحب الطريفة التي ذكرتهم بأفلام هوليود بالتسعينيات، مؤكدين استفادتهم من النَهج الذي اختارت أن تسلكه نتفليكس بإصرارها على إنتاج أعمال أصلية من كافة الدول العربية، حتى بات الفن الخليجي قادرا على طرق أبواب كافة الجنسيات الأخرى وجذب الانتباه مُحققا أرقاما قياسية على مستوى المشاهدة.

ورغم المشاهدات المرتفعة، تعرض الفيلم للانتقادات ممن رأوا فيه مخالفة للقيم المجتمعية، فقد أعلن المحامي الكويتي هاني حسين عزمه تقديم شكوى قضائية ضد صانعي العمل بتهمة مخالفة القيم الاجتماعية في المجتمع الكويتي والعربي.

وهو الرأي الذي خالفه هؤلاء الذين أحبوا العمل، مشيرين إلى أن عصرية الطرح لا تعني بالضرورة تقديم ما لا يجوز عرضه ويُعادي التقاليد، مُدللين على رأيهم بالفكرة التي شدد عليها العمل بالنهاية وهي إمكانية نجاح الزيجات المرتبة (الصالونات) دون الحاجة لدخول علاقات عاطفية مسبقة من أجل العثور على شريك الحياة المناسب.

في حين فسّر آخرون الجرأة التي ظهرت ببعض المشاهد أن العمل إنتاج نتفليكس التي عُرف عنها تجاوز الخطوط الحمراء بالكثير من أعمالها الأصلية حتى العربي منها مثل فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي لاقى هجوما كبيرا عند عرضه.

جدير بالذكر أن التهمة نفسها وُجهت خلال شهر رمضان الماضي إلى المسلسل الكويتي “زوجة واحدة لا تكفي” ونتج عنها إعلان وزارة الإعلام الكويتية إحالة صانعي المسلسل إلى النيابة العامة، وإيقاف كافة الممثلين المشاركين بالعمل عن التمثيل بأي أعمال فنية أخرى مستقبلا.

عمل متواضع وشعبية عارمة

على الصعيد الفني، يمكن القول إن فيلم “شهر زي العسل” عمل متواضع فنيا إذ جاءت الحبكة عادية بلا مفاجآت ولم يحظ الممثلون بفرصة لإبراز قدراتهم الإبداعية فيما خلا الفيلم من المشاهد القوية “الماستر سين”.

مع ذلك استطاع العمل أن يُحقق شعبية عارمة، يمكن إرجاعها لعدة أسباب مثل تقديم الحبكة بشكل معاصر وجذاب، وحالة الانسجام التي ظهرت بين الغندور وبوشهري، وروح العمل نفسه التي جمعت بين خفة الظل والمغامرة والرومانسية التي يحتاجها الجمهور في ظل الصعاب التي تُخم بها العالم.

بالإضافة إلى جمال التصوير السينمائي الذي استفاد من الطبيعة اللبنانية الأخاذة، يعد العامل الأبرز والأهم الذي ساعد على انتشار الفيلم هو إتاحة الترجمة والدبلجة لأكثر من 140 دولة.

 

“شهر زي العسل” عمل فني كويتي شارك به نجوم من جنسيات عربية متعددة، وهو التجربة السينمائية الثانية للمؤلف إياد صالح بعد “الحريفة” الذي حقق هو الآخر نجاحا لم يتوقعه أحد وجنى إيرادات مرتفعة رغم طاقمه الفني غير المشهور، مما يجعلنا أمام كاتب يعرف ما يفعله جيدا وجعبته مليئة بالمفاجآت.

شاركها.
Exit mobile version