قد يظن البعض أن انضمام نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ونيمار إلى صفوف منتخبات النوادي السعودية أدى إلى سلب العديد من اللاعبين السعوديين فرص التألق والنجومية، ولكن الواقع يظهر عكس ذلك، وأكبر دليل ارتفاع القيمة السوقية لأهم اللاعبين السعوديين في أنديتهم.

ولطالما كانت رياضة كرة القدم من بين أكثر الرياضات شعبية ومتابعة في المملكة العربية السعودية، كما حرصت المملكة على الاستثمار في هذه الرياضة سواء على المستوى المحلي أو العالمي، حتّى إنها تمكنت من الحصول على موافقة الاتحاد الدولي لكرة (فيفا) لاستضافة كأس العالم لعام 2034، وبهذا الإنجاز ستكون السعودية ثاني دولة خليجية بعد قطر تقوم باستضافة الحدث الرياضي الأكثر مشاهدة على مستوى العالم.

وعلى صعيد أندية الدوري السعودي للمحترفين تم استثمار رقم قياسي قدره 957 مليون دولار أميركي خلال فترة الانتقالات الصيفية ضمن الأندية في عام 2023، وفقاً لمجموعة الأعمال الرياضية التابعة لشركة ديلويت.

إذ تلقت أندية الدوري الممتاز ما يقرب من نصف رسوم نقل اللاعبين (698 مليون دولار أميركي) من أندية الدوري السعودي للمحترفين، وحصل ناديان من الدوري الإنجليزي الممتاز، فولهام وليفربول، على 100 في المئة من إيرادات انتقالات من أندية الدوري السعودي للمحترفين.

وفي بقية أنحاء أوروبا بلغت الإيرادات من أندية الدوري السعودي للمحترفين 148 مليون دولار أميركي في الدوري الفرنسي الأول، و122 مليون دولار أميركي، و116 مليون دولار أميركي، و32 مليون دولار أميركي، والدوري الإيطالي، و الدوري الإسباني، والدوري الألماني على التوالي.

اللاعبون السعوديون الأعلى من حيث القيمة السوقية

وللاعبين السعوديين حصة كبيرة من الحصص الاستثمارية التي يتم تخصيصها لأندية الدوري السعودي، إذ ارتفعت القيمة السوقية لمعظم اللاعبين السعوديين بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة.

فعلى سبيل المثال، ارتفعت القيمة السوقية للاعب نادي الأهلي، فراس البريكان، من 215.3 ألف دولار أميركي في عام 2021 إلى 4.3 مليون دولار أميركي في عام 2023، وهو يعد اليوم اللاعب السعودي الأعلى من حيث القيمة السوقية، بحسب بيانات ترانسفير ماركت.

ومن اللاعبين السعوديين الآخرين الذين حظوا بارتفاع ملحوظ في قيمتهم السوقية كان لاعب نادي الهلال سعود عبدالحميد، إذ ارتفعت قيمته السوقية من 269.2 ألف دولار أميركي في عام 2021 إلى 3 ملايين دولار أميركي في عام 2023.

تغيير الاستراتيجية في عام 2024

وأعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخراً عن تقليص قوائم أندية الدوري السعودي للمحترفين (روشن) في الموسم المقبل من 30 إلى 25 لاعباً، وقد كشف إبراهيم القاسم، الأمين العام للاتحاد، عن سر هذا القرار في ظل قرار زيادة عدد الأجانب، وكيف يسهم هذا القرار في تطوير منظومة المنتخب السعودي بمختلف فئاته السنية.

ويتضمن هذا القرار زيادة أعداد اللاعبين المحترفين غير السعوديين إلى 10 أجانب في كل فريق، على أن يكون اثنان من اللاعبين الأجانب من مواليد 2003 فما فوق.

وقال القاسم، عبر المؤتمر الدوري للرياضة السعودية، «قررنا تقليص عدد اللاعبين في قوائم الأندية، وهو الأمر السائد في مختلف الدوريات العالمية، والتي يتراوح فيها عدد اللاعبين في القوائم بين 22 و25 لاعباً؛ لأن زيادة القائمة يعرض اللاعبين لعدم المشاركة، فماذا يكون مصير باقي اللاعبين في قائمة الثلاثين، أو الـ35 للأندية المشاركة في الدوري الرديف؟ تقليص القائمة يتيح للاعبين السعوديين المشاركة طوال الموسم، ولغير المشاركين بالانتقال إلى أندية أخرى».

وأوضح القاسم خطة الاتحاد لتطوير المنتخبات السعودية، حيث وضعت الهيئة تصنيف فيفا العالمي ضمن معايير تقييم المنتخب الأول، الذي تقدم من المركز الـ98 في عام 2015 إلى 53 في عام 2024، مع استهداف الوصول إلى أفضل 20 منتخباً على مستوى العالم خلال عام 2034.

شاركها.
Exit mobile version