❖ بدرالدين مالك
قالت إدارة الأرصاد الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني إنها تعمل بشكل مستمر على توسيع أنشطتها وتقديم المزيد من الخدمات المتميزة المتعلقة بهذا المجال، إلى جانب سعيها الدائم لتطوير وتحديث آلية عملها وتحقيق العديد من الإنجازات في كل عام، والتي تكللت مؤخراً بإصدار الأطلس المناخي لدولة قطر، وأوضحت أن الأطلس المناخي لدولة قطر يتضمن مجموعة من المعلومات الهامة عن حالة الطقس والمناخ السائد في الدولة، بهدف تقديم الفائدة المرجوة للمؤسسات الأكاديمية ولمختلف الجهات الحكومية والخاصة والتي يتأثر نشاطها بالعوامل الجوية. وأوضح السيد عبد الله محمد المناعي مدير إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني أن الأطلس هو عبارة عن مجموعة من الخرائط أو المخططات أو اللوحات أو الجداول التي توضح موضوعاً ما.
مبينا أن التركيز في الأطلس المناخي للدولة الذي تم إصداره مؤخراً ينصب على المناخ السائد في قطر بعناصره المختلفة. وبعبارة أخرى، يمكن النظر إليه على أنه تجميع للإحصائيات المناخية لعناصر الطقس المتعددة في مواقع مختلفة في دولة قطر بناءً على ملاحظات طويلة المدى. وقال المناعي في حديث لمجلة سماء قطر التي تصدر من الهيئة العامة للطيران المدني: خلال هذا العام سنقوم بتحديث منظومة الرصد البحري وذلك بشراء محطات رصد بحرية جديدة (عوامات بحرية)، بهدف تدعيم دور مركز الخليج البحري. كما أنه من المقرر أن يخضع قسم الزلازل الجديد إلى عملية تطوير في أجهزته وبرمجياته. فيما سيخضع مركز مراقبة محطات الرصد البحري والجوي بدوره إلى عملية تطويرية كبيرة. كما أننا نعمل حالياً على تطوير مبنى قسم التنبؤات والتحاليل. هذا إلى جانب قيامنا بتطوير برمجيات معالجة المعلومات المناخية، وفيما يلي تفاصيل الحوار:
– مؤخراً تم إطلاق الأطلس المناخي لدولة قطر الذي يعتبر إنجازاً جديداً للهيئة.. ما هو مفهوم الأطلس؟ وأين تكمن أهميته في مجال الأرصاد الجوية؟
في البداية لابد من التعريف بأن الأطلس هو عبارة عن مجموعة من الخرائط أو المخططات أو اللوحات أو الجداول التي توضح موضوعاً ما. وينصب تركيز الأطلس المناخي على المناخ السائد في دولة قطر بعناصره المختلفة. وبعبارة أخرى، يمكن النظر إليه على أنه تجميع للإحصائيات المناخية لعناصر الطقس المتعددة في مواقع مختلفة في دولة قطر بناءً على ملاحظات طويلة المدى. ومن هذا المنطلق فإن مفهوم الأطلس بشكل عام من شأنه أن يوفر منهجاً أو خطاً أساسياً لمعرفة الطقس والمناخ في الدولة.
وبالنسبة لما يتعلق بأهميته فإنه بما أننا نختبر الطقس فعلياً في مكان وزمان معينين، فإن الإحصائيات المناخية والمتوسطات الحسابية طويلة المدى توفران فكرة عامة عما يمكن توقعه في هذا المكان في أي وقت من السنة. وانطلاقاً من ذلك يمكننا اعتبار الأطلس المناخي لدولة قطر بمثابة مادة مرجعية حول هذا الموضوع للباحثين والطلاب والأكاديميين والمهندسين، وحتى للسياح ولزوار دولة قطر.
الخصائص المناخية
– كيف بدأت فكرة التحضير لأطلس قطر؟ وما هي آلية العمل التي تم اتباعها عند إعداده؟
في البداية أود التوضيح بأن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقوم بتشجيع مقدمي خدمات الأرصاد الجوية الوطنية في دول العالم، على إعداد أطلس خاص بالدولة، أو القيام بتقديم معلومات حول الخصائص المناخية السائدة فيها باستخدام عمليات رصد طويلة الأجل لبيانات الطقس المسجلة في شبكة محطات موزعة بشكل يغطي البلد بشكل جيد ومناسب. وانطلاقاً من ذلك ونظراً لأهميته ولإمكانية استخدامه في مختلف القطاعات في دولة قطر، فقد تولت إدارة الأرصاد الجوية مهمة إعداد الأطلس المناخي لدولة قطر.
وتضمن ذلك عدة مراحل، تمثلت المرحلة الأولى والبداية بتحديد محطات الرصد الجوي التي تمتلك بيانات جوية لمدة 30 سنة على الأقل والموزعة بشكل جيد جغرافياً في الدولة. وبعد القيام بهذه الخطوة وتحديد المحطات، تم إخضاع ومتابعة البيانات الساعية واليومية لعناصر الطقس المتعلقة بدرجات الحرارة ومعدل هطول الأمطار ونسبة الرطوبة والضغط الجوي وغيرها من العناصر من أجل مراقبة الجودة، وتم حساب الإحصائيات طويلة المدى، ليتم بعدها عرض القيم الطبيعية الناتجة على شكل جداول وخرائط مكانية.
كما تم إعداد مخططات وردة الرياح في كل موقع من مواقع المحطات المعتمدة، وذلك بهدف توضيح اتجاه الرياح الأكثر انتشاراً ومدى تكرارها في المواسم المختلفة خلال العام. وبالحديث عن المدة الزمنية فقد تم إعداد الأطلس المناخي باستخدام الرصدات الجوية المأخوذة من عدة مواقع مختلفة في دولة قطر على مدار 30 عاماً تمتد من 1 يناير 1992 إلى 31 ديسمبر 2021.
وإلى جانب كل هذا تتوفر في الأطلس المناخي أيضاً الإحصائيات طويلة المدى المتعلقة ببعض الظواهر الجوية الهامة مثل عدد أيام الضباب، والأحداث الغبارية، والأيام الشمالية وما إلى ذلك.
إنجاز هام
– كم استغرق التحضير لأطلس قطر؟ وما هي أهم العناصر المناخية التي يتضمنها؟
استغرق الأمر أكثر من 6 أشهر من التحضير والإعداد، وتم ذلك بفضل العمل الجاد والدؤوب والجهود الكبيرة التي بذلها قسم البحث المناخي التابع لإدارة الأرصاد الجوية، والتي أثمرت في النهاية عن تحقيق هذا الإنجاز الهام.
وفيما يتعلق بالعناصر المناخية، بالتأكيد تعد درجات الحرارة ومعدل هطول الأمطار ونسبة الرطوبة والضغط الجوي على مستوى سطح البحر والإشعاع الشمسي والرياح السطحية، من العناصر الجوية الرئيسية التي تم أخذها بعين الاعتبار، بالإضافة إلى معلومات عن بعض الظواهر الجوية الهامة مثل أيام الضباب والغبار والشمال وغيرها، كما ذكرت سابقاً.
محطات الرصد
– ما هي محطات الرصد التي تم الاعتماد عليها لتحصيل البيانات المطلوبة؟ وما هي معايير تحديدها واختيارها لذلك؟
إن المعايير المستخدمة في اختيار المحطات لإعداد الأطلس تقوم على مدى توافر البيانات لفترة طويلة وعلى النحو المنصوص عليه من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أي 30 عاماً على الأقل، وهي الفترة التي توصي بها المنظمة من أجل تطوير المعايير المناخية لأي مكان، وبالتالي فإن اعتماد محطات معينة جاء متوافقاً مع مدى تلبيتها لهذه المعايير. وعلى الرغم من أن إدارة الأرصاد الجوية تحتفظ بعدد من محطات الرصد الجوي والتي تم إنشاؤها في سنوات متفاوتة، إلا أنه تم اعتماد ست محطات في هذا الأطلس تعمل بشكل مستمر منذ 30 عاماً، وتشمل هذه المحطات كلاً من مطار الدوحة الدولي ودخان والخور ومسيعيد والكرعانة والرويس.
مرجع للتخطيط
– ما هي أهم الجهات التي يمكنها الاستفادة من الأطلس؟
إن هذا الأطلس هو أول أطلس مناخي تم إعداده لدولة قطر، والذي نصبو من خلاله إلى تقديم الفائدة المرجوة على نطاق واسع، وكان قد أُعد ليكون حالياً بمثابة مرجع أساسي للمناخ في دولة قطر، ولتتم الاستفادة منه في مجالات التخطيط من قبل الجهات الحكومية والخاصة، وكذلك المنظمات والمؤسسات الأكاديمية، حيث يمكن أن يوفر معلومات قيّمة لطلاب المدارس الثانوية والكليات والجامعات عند تنفيذ المشاريع البحثية. هذا بالإضافة إلى توفير معلومات تهم المهندسين المشاركين في تطوير مشاريع البنية التحتية، والعمليات البرية والبحرية في قطاع الطاقة، ومخططي الأمن الغذائي، وفي مجال الأنشطة الزراعية، ولمنظمات وجهات إدارة الضيافة والرياضة وغيرها من القطاعات الأخرى، وذلك من خلال ما يقدمه من معلومات مناخية طويلة المدى لمختلف العناصر الجوية على شكل خرائط مكانية، ورسوم بيانية وجداول.
كتيبات مناخية
– هل أنتم بصدد التفكير بإصدار المزيد من الكتيبات المتعلقة بالأرصاد الجوية؟
في الوقت الحالي هناك اهتمام كبير بقضية تغير المناخ والتي تعد أمراً تُعنى به مختلف الجهات والقطاعات في دولة قطر، ولذا فإننا نأمل دائماً إصدار كل ما يتعلق بهذا الجانب، حيث إننا نتطلع إلى إصدار كتيب شامل حول تأثيرات تغير المناخ في دولة قطر ومنطقة مجلس التعاون الخليجي في المستقبل القريب.
خطط مستقبلية
– ما هي أهم خطط التطوير المستقبلية التي سيتم القيام بها خلال هذا العام؟
حالياً مستمرون في تنفيذ سياسة التطوير الشاملة التي كنا قد انتهجناها منذ سنوات، سواء فيما يتعلق بتطوير الأجهزة المنتشرة في البلاد من محطات رصد، أو أجهزة قياس معدل الأمطار وغيرها من الأجهزة الأخرى. هذا إلى جانب مواكبة التكنولوجيا الحديثة في مجال الأرصاد الجوية من خلال اعتماد أحدث الأجهزة والبرمجيات. وخلال هذا العام سنقوم بتحديث منظومة الرصد البحري وذلك بشراء محطات رصد بحرية جديدة (عوامات بحرية)، بهدف تدعيم دور مركز الخليج البحري. كما أنه من المقرر أن يخضع قسم الزلازل الجديد إلى عملية تطوير في أجهزته وبرمجياته. فيما سيخضع مركز مراقبة محطات الرصد البحري والجوي بدوره إلى عملية تطويرية كبيرة. كما أننا نعمل حالياً على تطوير مبنى قسم التنبؤات والتحاليل. هذا إلى جانب قيامنا بتطوير برمجيات معالجة المعلومات المناخية، والذي نأمل أن يساهم في عملية حفظ وأرشفة وتحليل المعلومات المناخية لدولة قطر. ونأمل خلال العامين القادمين أن تتم الموافقة على ترقية مكتب التنبؤات العددية، وهو ما سيساهم بشكل أفضل في عملية التنبؤات.