رغم تداعيات أزمة البحر الأحمر على سلاسل الإمداد العالمية، يعتزم قطاع الضيافة السعودي استمرار العمل نحو تحقيق أهدافه لعام 2030، التي تشمل تطوير مشاريع ضخمة، واستقطاب ملايين السياح والزائرين.

تسببت هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر في نقص بالمواد الخام اللازمة للتطوير بسبب تباطؤ حركة الملاحة، ورغم ضغط العديد من المشاريع على القطاع السعودي، فإن المطورين أفادوا بأن عملياتهم لا تزال تسير وفق الجدول الزمني المحدد.

وفي حوار مع «CNN الاقتصادية»، قال محمد آل فردان الرئيس التنفيذي للمشتريات في شركة البحر الأحمر الدولية «هناك الكثير من التحديات، خاصة فيما يواجه سلاسل الإمداد، وتوجد منافسة بين المشاريع الكبرى، إذ إن حجم الطلب عالٍ جداً على المقاولين ومزودي الخدمات والمصانع، لكن هذا لم يمنعنا من مواصلة العمل، فتم افتتاح أول فندقين في وجهة البحر الأحمر، هما: وجهة المنتجع الصحراوي، وسانت ريجيس، ونحن على وشك افتتاح ريتز كارلتون ريزيرف أول منتجع يخص هذه العلامة التجارية في الشرق الأوسط».

ووفقاً لوزارة السياحة، هذا القطاع أصبح محطة لجذب أنظار المطورين والعلامات الفندقية العالمية، خاصة بعد تحقيق المملكة عدداً من الأهداف المتوقعة لعام 2030، حيث استقبلت السعودية 100 مليون زائر خلال عام 2023، وهو مستهدف رؤية 2030؛ ما دفع المملكة إلى رفع سقف مستهدفاتها للوصول إلى 150 مليون زائر سنوياً حتى 2030.

ومن المتوقع أن يخلق قطاع السياحة 120 ألف فرصة عمل، وتبلغ المساهمة الحالية للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي 4.5 في المئة، ومن المخطط أن ترتفع هذه النسبة إلى 10 في المئة بحلول عام 2030.

وأكد آل فردان أنه بحلول عام 2030 ستطلق المجموعة نحو 50 منتجعاً توفر 8 آلاف غرفة فندقية وألف فيلا سكنية فاخرة، كما أن وجهة «أمالا» ستحتضن نحو 29 فندقاً بحلول 2030 بنحو 4 آلاف غرفة فندقية وأكثر من ألف فيلا فاخرة بالإضافة إلى الموانئ والمراكز التجارية.

شراكات لدعم أهداف القطاع

كما وقعت شركة البحر الأحمر الدولية اتفاقية مع شركة كانو الأميركية الناشئة للسيارات الكهربائية، لاستخدام سياراتها في وجهة البحر الأحمر ووجهة أمالا، ومن المقرر أن يتم تجربة 3 نماذج من السيارات، بهدف توفير نقل صديق للبيئة لنقل الزوار من المطار إلى المنتجعات والمرافق السياحية.

من جهة أخرى، أعلنت شركة «بهيج» لتطوير الوجهات السياحية التابعة لأسفار، الشركة السعودية للاستثمار السياحي المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، وتحالف شركتي «عون» و«التميمي»، عن توقيع اتفاقية استراتيجية مع شركة كيرتن هوسبيتاليتي، الشركة العالمية الرائدة في قطاع الضيافة والمعيشة المتكاملة.

وقامت أسفار بتسهيل وتمكين هذه الشراكة التي جرى التوقيع عليها خلال فعاليات قمة مستقبل الضيافة في الرياض، وبموجب هذا التعاون ستتولى شركة كيرتن هوسبيتاليتي إدارة فندق بهيج في ينبع تحت مظلة كلاود 7، العلامة التجارية المبتكرة لأسلوب الحياة في الفنادق والوحدات السكنية.

وقال فهد بن مشيط، الرئيس التنفيذي لشركة أسفار، «سيسهم تعاون شركة بهيج مع شركة كيرتن هوسبيتاليتي، في تسليط الضوء على مبدأنا ورؤيتنا الأساسية المتمثلة في تمكين الشركاء والشركات التابعة من خلال شبكتنا واسعة النطاق، وتلتزم أسفار بتعزيز التحالفات والاستثمار المشترك مع القطاع الخاص على المستويين المحلي والعالمي، لتسريع عجلة تقدم ونمو قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية وإثراء المجتمعات في المدن الواعدة في جميع أنحاء المملكة بما يتماشى مع رؤية 2030».

وأضاف أن مستهدف شركة أسفار هو تطوير 8 وجهات سياحية، وتم إنشاء أربعة مشاريع، أما النصف الثاني من المستهدف فهو حالياً قيد الدراسة.

وكشف الرئيس التنفيذي للشركة أن مدينة حائل الواقعة شمال غرب المملكة العربية السعودية ستكون الوجهة الخامسة لتطوير الشركة السعودية للاستثمار السياحي.

وتشمل مشاريع السعودية في قطاع الضيافة ترميم وإعادة هيكلة قصور ملكية وتاريخية لجعلها فنادق ووجهات سياحية.

وبحسب الرئيس التنفيذي لمجموعة بوتيك مارك دي كوتشينيس، يتوافق التركيز الاستثماري للمجموعة بشكل وثيق مع أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030، «وهدفنا إدخال مفهوم جديد -تحويل القصور والمساكن الملكية إلى فنادق بوتيك فائقة الفخامة- إلى مشهد الضيافة، ومن خلال هذه الجهود نسهم في التنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية ونمو قطاعي السياحة والضيافة».

وقال إنه على الرغم من أن هذا القطاع لا يدر عوائد كبيرة، نظراً إلى أن رواد القصور هم من طبقة اجتماعية معينة وهم قليلون نسبياً، فإن العائد الذي تحققه السعودية من خلال تطوير قصور فندقية هو نشر الوعي حول تاريخ وتراث المملكة، وأضاف «نحن نستثمر أيضاً في الأفراد، ونحن ملتزمون بشدة بدعم تطوير وتكامل المواهب السعودية، وحتى الآن أكثر من 80 في المئة من موظفينا هم مواطنون سعوديون، أي أكثر من ضعف المتوسط في البلاد».

ووفقاً لدي كوتشينيس «في مجموعة بوتيك لدينا ثلاثة قصور قيد الإنشاء والتطوير، اثنان هنا في الرياض وواحد في جدة، بالطبع هدفنا هو خلق تجارب تمثل الضيافة السعودية الفاخرة، هذه القصور هي مقار إقامة سابقة لملوك سابقين وقصور تاريخية تمت إعادة تطويرها لتصبح فنادق فاخرة».

شاركها.
Exit mobile version